4 - الكتاب الاول - الفصل الثاني ( مواجهة كارثة وشيكة ) - الجزء الاول



استيقظت مدينة يانجزهو تدريجيا .

بمجرد ان فتحت بوابة المدينة بين 5-7 صباحا , تجار مسافرين , فلاحين , كل انواع الناس سقطوا على بعضهم البعض ليدخلوا المدينة . القوارب والسفن التى وصلت فى اليوم السابق افرغوا حمولتهم على الموانىء بالفعل ؛ هم حتى استغلوا هذا الوقت لتوصيل بضاعتهم داخل المدينة . جميعا فى نفس الوقت العربات والخيول كانوا يتحركوا معا ؛ لذا الضوضاء كانت عالية جدا .

من يانجزهو , الذهاب شرقا للأسفل خلال نهر اليانجتز , يستطيع المرء الابحار لليابان , جزر ريوكيو وجنوب اسيا , جاعلين يانجزهو واحدة من الامم الاكثر اهمية كمراكز عبور للأراضي الاجنبية ؛ لذا تكون اكثر هيجانا مقارنة بأى مدينة اخرى .

لكن اليوم الجو كان غريبا قليلا ؛ يتواجد عدد كبير من الجنود والضباط داخل وخارج المدينة . نقاط التفتيش كانت ايضا اكثر تقييدا من المعتاد , ونتج عن ذلك مشاجرات طويلة . لكن , رغم ان الجميع كان يحترق من الغضب , لا احد تجرأ على ان يفتح فمه ويتذمر . لأن اى احد اعتاد على التجول فى جيانجهو يمكنه رؤية ان بين المسؤولين المحليين , لم يكن هناك عدد قليل من الرجال الكبار الذين يرتدوا زي الحراس الامبراطوريين . ان لم يقدر المرء حياته بعد الان , من سيتجرأ على الاساءة لهؤلاء الحراس المتوحشين من العاصمة ؟

يوجد اجمالا 5 اسواق فى المدينة . الاكثر ازدهارا كان سوق البوابة الجنوبية , والذى يواجه نهر اليانجتز . يوجد هناك على الاقل بضعة دزينات من المتاجر تعرض كل انواع الطعام كبيرة وصغيرة . كان بالفعل مكانا مثاليا للذين سيسافروا , والذين يتشجعوا لمغادرة قواربهم للحصول على الافطار .

غير كونه مركز مهم , منذ الاوقات القديمة يانجزهو معروفة جيدا عبر الدولة بالعاهرات . سواء كان سيد صغير لتاجر غني معه عشرة الاف ورقة من المال فى وسطه , او ذو موهبة ادبية , او أديب رومانسي , او سياف فاسق , ان لم يأتوا هنا مرة واحدة على الاقل فلا يمكن اعتبارهم ابطال الرومانسية . لذا كان من الواضح سبب ازدهار يانجزهو .

بين متاجر الطعام فى سوق البوابة الجنوبية , كعكة خضراوات ولحوم فينغ البخارية كانت الاكثر شهرة . وفوق هذا , البائعة كانت سيدة فينغ الصغيرة , الاخت زين , والتى لديها طلعة مثل الزهرة ووجه كالقمر . اصبحت لوحة الاعلانات الحية لتسيير التجارة . بحلول الوقت الذى اخرج فينغ صينية مليئة بكعك الخضروات واللحم البخاري من المطبخ , الزبائن الغير صابرين الذين كانوا ينتظروا الخارج اندفعوا فى الحال ليناولوا المال فى ايديهم .

بينما كانت الاخت فى القانون زين مشغولة وتتبلل بعرق جميل , فجأة ظهرت رأس تعود الى مراهق من وسط الحشد ؛ بابتسامة كبيرة على وجهه قال , " 8 كعك خضروات ولحم بخاري من فضلك . الاخت زين , كيف حالك ؟ "

كان شو زيلينج . لأنه كان خائف من ان فينغ ربما يراه , انحنى عن عمد حتى وصل الى نصف طول الواقفين فى الحشد ؛ وضعه كان مثيرا للضحك حقا . لحسن الحظ ملامحه كانت ساحرة على غير العادة ؛ عينيه كانت طويلة ومشرقة , أنفه مستقيمة وجسر أنفه كان عاليا كثيرا وجبهته العريضة , زوايا فمه ارتفعت بابتسامة مشرقة كشروق الشمس . ان لم يكن وجهه وسخا ومتشحم , وملابسه رثة , بالاضافة لضربه عن طريق يان لاودا حتى ازرق وجهه وانتفخت شفتاه ؛ لذا مظهره الان كان بشعا , لذا لم يكن للناس سبب للاطراء عليه .

عندما رأته الاخت فى القانون زين , اول شىء فعلته هو القاء نظرة قلقة على فينغ وزوجته الشريرة الاولى فى المطبخ ؛ رأت انهم لم يلاحظوا الموقف واطمأنت . بينما تخدم الزبائن الاخرين , تظاهرت بأنها تعترض بلعب , " لا مال ومازلت تريد ان تقلد الاخرين بشراء الكعك البخاري ؟ "

بضحكة اجبارية قال شو زيلينج , " فقط بعض التأخير , غدا سأدفع لك بالتأكيد "

بحركة سريعة امسكت الاخت زين باربع كعكات بخارية ؛ بعد تردد قليل التقطت اثنين اخرين , ثم غلفت كل شىء بشكل جيد فى ورقة , والقتهم فى يديه بينما توبخه بصوت منخفض , " هذه المرة الاخيرة . اي ! انظر كم تم ضربك "

انتحب شو زيلينج سعيدا وانسل من الحشد . عدل وقفته وبدا مظهره افضل فورا .

رغم انه كان صغيرا جدا , الا انه نما ليكون كبيرا وطويلا بقدر الرجل الناضح كليا . اكتافه عريضة ووسطه الضيق ؛ انه فقط بسبب قلة التغذية أنه كان نحيف قليلا .

مر خلال صف من متاجر الخضراوات والفواكه واصطدم بكو زونج . والذى امسك بكعكة بخار وحشرها فى فمه بينما يتكلم بخديه المنفوخين , " هل هذه المرة الاخيرة حقا ؟ "

كو زونج كان اكبر بسنة لكن اقصر حوالي انش من شو زيلينج . اكتافه عريضة وذراعه العلوي منفوخ . بدا نوعا ما سميك وصلب . رغم انه يفتقد لأناقة شو زيلينج لكن لديه وجه واسع واذنين كبيرتين . بشكل عام تنعبث منه هالة عضلية قوية مع اسلوب حر وخالي من الهموم والذى كان جذابا على غير العادة ؛ عينيه عميقتين , بدا سريع البديهة . باختصار لم يكن اقل من شو زيلينج بأى طريقة , جاعلا الناس يؤمنوا ان هذا الولد فى المستقبل لن يكون نكرة . مع ذلك , ملابسه كانت " مبقعة فى الشرق ومخيطة فى الغرب " , كانت مهترئة اكثر حتى من شو زيلينج ؛ فى الحقيقة كانت بالضبط مثل ملابس المتسولين .

شو زيلينج كان يأكل كعكته الثالثة . فجأة عبس وقال , " ألم تقل ان الاخت زين هى فى الاساس شخص جيد ؟ فى هذه الايام , كم عدد الناس فى يانجزهو الذين فى مثل طيبة قلبها ؟ سىء جدا ان والديها يملكوا المال , بالاضافة الا ان والدها القديم اعتبر المال بقدر اهمية الحياة لدرجة انه باعها لفينغ كربة منزل .

بحلول هذا الوقت الذى غادرا فيه السوق ووصلوا للشارع الرئيسي , اختلطوا بين الناس المتجهين خارج المدينة عن طريق البوابة الجنوبية .

ببطنه الممتلئة احاط كو زونج شو زيلينج بذراعه ؛ ملقيا لمحة صغيرة على اليسار واليمين ثم قال , " الخرفان السمينة كثيرون بشكل خاص اليوم , من الافضل ان نجد كبير قليلا , بملابس رائعة , يسير وحده , يبدو ان لديه الكثير يشغل باله , ولن يعرف حتى اذا فقد محفظته . هذا النوع من المغفلين الكبار "

بضحكة لاذعة قال شو زيلينج , " ذلك الوقت كان انت , هذه البيضة المشوشة , التى ارادت ان تجد رجل عجوز كهدف لها . وعندما رأيته يتخبط على الارض ويصرخ للسماء , تظاهرت بالتقاطها واعادتها اليه , فى النهاية تم ضربي بواسطة يان لاودا "

كو وزنج كان قليل الحياء , " لا تنسى انني اردت فقط ان اعيد نصف مال هذا الرجل العجوز ؛ كان انت من اراده ان يكون سعيد وألححت على انه يجب علينا الالتزام بالخطة الاصلية واعادة الشىء كله له , والان تلومني ؟ هاي ! لكن كلصوص , لدينا مبادىء ايضا , لذا يمكن اعتبارنا رجال جيدين . ها ! انظر ! "

اتبع شو زيلينج نظرته وحدث أن رأى رجل كبير فى الخمسينات تقريبا , يسير تجاه بوابة المدينة . كان يرتدي جيدا لكن تعلو وجهه ملامح قلقة حيث سار بسرعة ورأسه للأسفل . طابق مواصفات كو زونج بامتياز . كيف يمكن ان تحدث صدفة كهذه ؟

حدق كلاهما ببلاهة فى الرجل الكبير , ثم لاحظوا ان مؤخرة ملابسه كانت منفوخة , من الواضح ان محفظته مخبئة فى أسفل ظهره .

همس كو زونج فى أذن شو زيلينج , " سواء اذا كنا سنقابل سيدة الحظ ام لا , نحتاج فقط ان نرى اذا كان هذا الرفيق مثير للأعجاب بل عديم القيمة ام لا "

شو زيلينج سأل بقلق , " على حقا ان ادفع للأخت زين " .

عندما اسرع كلاهما خلف الرجل الكبير , رأوا فجأة مجموعة من الجنود قادمين من الاتجاه المعاكس . كانوا مصدومين كثيرا والتفوا بسرعة الى زقاق صغير , ومنه ركضوا عبر زقاق اخر قادهم الى شارع اخر كبير كفاية ليسع عربة صغيرة , والذى يسير موازي لحائط المدينة الجنوبي .

جلس الاثنان بجانب حائط . بعد التهد على حظهم السيء أتى كو زونج بفكرة اخرى , " ربما من الافضل لنا ان ندخل الفحص الامبراطوري . رغم ان المادة التى نعلمها مصدرها التنصت على دروس باي لاو , على الاقل هذا افضل من هؤلاء عديمي النفع فى الفصل الذين يدفعوا اموالا كثيرة لسماع حكاياته . اذا دخلت اسماؤنا فى القائمة ليس فقط اننا لن نحتاج لأموال سفر بعد الان , لكن ايضا لن نضطر للمخاطرة بالرحلة الطويلة والصعبة ؛ سوف نكون مسؤولين ذوي مناصب عليا "

بعيون مشتعلة بالنار قال شو زيلينج , " الانضمام للميليشيا هي فكرتك , والان تريد دخول الفحص الامبراطوري . تعتقد ان الامر بمثل سهولة اختلاس النظر على السيدات الصغار من فناء نسيم الربيع ؟ بعد كل شيء ... "

ضربه كو زونج فى صدره بمرفقه وغمز . نظر شو زيلينج للأعلى تجاه الشارع ورأى الرجل الكبير يجري بفزع حقا مثلهم تماما . حتى عندما نظر نحوهم , لم يبدو انه راهم لكن فقط يسرع للامام نحو شارع كبير . كلاهما كانا مذهولين لهذا التحول الغير متوقع للأحداث , قاموا من مكانهم وأسرعوا وراءه .

وقت العملية .

الرجل الكبير كان فى عجلة شديدة لدرجة انه لم يلاحظ ان الملابس على ظهره تم قطعها . اراد فقط ان يغادر المدينة خلال البوابة الجنوبية , لكن خاف من امن الحدود المشدد وتراجع . علم ان الوضع غير مواتي للخروج لكنه قلق من العودة الى البيت ؛ بينما كان متردد , أومض ظل , شخص ما اعترض طريقه .

بينما كان الرجل يهتز من الصدمة ظهر رجال اكثر من اليمين واليسار واستولوا عليه حتى لم يستطع التحرك خطوة واحدة .

الذى يسد طريقه كان يووين هواجي وأحد رجاله . بابتسامة على وجهه , خبير الفنون القتالية من عشيرة يووين سار تجاه الرجل الكبير . بعد تفتيشه من اعلى الى اسفل عدة مرات , قال بنبرة مملة , " اليس هذا الرجل النبيل أديب الشعر الصاعد فى حيانجدو , المعلم تيان وين ؟ سمعت ان المعلم صديق جيد للكبير شي لونج . فقط الان اخذنا حرية الاتصال رسميا بمقر المحترم تيان وين . على غير المتوقع , بدون الاشتباه فى اى شىء , نجحنا فى التقاط جسد الكبير شي من قاع البئر . والان المعلم تيان يبدو انه فى عجلة للمغادرة ؛ اتسائل ما هو السبب ؟ "

تغيرت ملامح تيان وين تماما ؛ لم يستطع التفكير فى اى شىء يقوله . فى هذا الوقت الناس الذين كانوا يعبروا الشارع علموا ان هناك شىء خاطىء لكن برؤية ان من بين المحيطين بتيان وين يقف قائد حاميتهم المحلية , من سيجرؤ على التدخل ؟

وفى اثناء ذلك , الرجلين الذين يمسكوا تيان وين من جانبيه لم يكونوا واقفين فقط ؛ ايديهم كانت تبحث فى كل جسده , لكن لم يستطيعوا ايجاد الكتاب الذى من المفترض انه بحوذته . بحث زانج شيهى بنفسه . وسرعان ما اكتشف ان الملابس فى ظهره كانت مقطوعة بسلاح حاد .

"ليس جيد !" ملامحه تغيرت , " الكتاب فقد ! "

أومضت عيون يووين هواجي باشعة باردة وقال بصوت عميق , " القائد تشين ! "

قائد الحامية المحلية تشين الذى طبيعيا يستبد الناس , خطا للأمام بسرعة . عندما قابلت عيناه يووين هواجي انثنت ركبته وانحنى , " الضابط البسيط هنا ! "

قال يووين هواجي ببرود , " اغلق بوابات المدينة فى الحال . وفى اثناء هذا امسك بكل اللصوص والهمجيين فى المدينة من أجلي . ان لم نتمكن من ايجاد الشىء الذى يريده جلالته , فعليهم ان ينسوا فكرة الحفاظ على حياتهم "


Ahmed Elgamal









2017/11/27 · 403 مشاهدة · 1825 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024